
نبتة لم أتخيل فوائدها المذهلة
عندما كنت صغيرة كنت أشتريها من المشتل ب5 جنيهات ثم كبرت واشتريتها ب 15 جنيها وبصراجة كنت أشتريها لأنها أسهل نبتة للعناية بها، حتى أنها تسقى بالماء مرة كل أسبوع وتنمو بسرعة كبيرة ومن الممكن أن يصبح لديك مزرعة كاملة منها في خلال عدة أشهر، لكن مع الأسف لم أكن أعرف حينها فوائدها واستخداماتها لكن حاليًا اكتشفت أنها تعالج 15 مشكلة صحية، وهنا قررت أن أحبركم بفوائدها الكبيرة.
الكل يعرف نبات الألوفيرا، أو كما يُسمى في بعض الأماكن "صبار الألوفيرا"، وهو من النباتات التي ارتبطت في أذهاننا، خصوصًا عند السيدات، بفوائده العديدة للبشرة والشعر. لكن الحقيقة أن فوائد الألوفيرا تتعدى ذلك بكثير. يُعد الألوفيرا من أفضل النباتات التي يمكن أن تساعد في علاج مشاكل الجلد والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تحسين مستويات السكر في الدم والكوليسترول.
في هذا المقال، سنتعرف معًا على أهمية الألوفيرا واستخداماتها المتعددة، بالإضافة إلى الطريقة الصحيحة لاستخدامها، وكيفية تجنب الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة للاستخدام غير السليم. سنتحدث أيضًا عن مدة حفظ الألوفيرا والمحاذير التي يجب أخذها في الاعتبار عند استخدامها.
ما هو الألوفيرا أو الصبار؟
الألوفيرا... هذا النبات الرائع العظيم الذي يتواجد في بلادنا في كل مكان، وهو أحد أنواع النباتات العصارية، لقد استخدمه المصريون، خاصةً، وكل شعوب البحر الأبيض المتوسط منذ قديم الزمان، وخاصة في الاستخدامات الجمالية المتعلقة بصحة البشرة والشعر.
سأتحدث أولًا عن استخداماته العلاجية الأخرى، وبعد ذلك سننتقل للحديث عن فوائده واستخداماته في العناية بالجلد والبشرة والشعر.
الألوفيرا وعلاج مشاكل الجهاز الهضمي
أول شيء أرغب في الحديث عنه هو فوائد جل الألوفيرا للجهاز الهضمي. جميعنا نعلم أنه عند تقشير ورقة الألوفيرا، نجد المادة الهلامية الشفافة، وهي الجل الذي نستخدمه في جميع الاستخدامات التي نتحدث عنها. ويوجد بين الورقة والجل مادة لزجة صفراء اللون، وسنتحدث عنها أيضًا. يحتوي جل الصبار على العديد من المواد الفعالة والمركبات النشطة التي تمنحه خصائصه العلاجية. دعوني أخبركم عن كل مادة من هذه المواد التي تساهم في علاج الحالات المختلفة.
على سبيل المثال، في حالة مشاكل الجهاز الهضمي، يعد جل الألوفيرا من أكثر المواد المهدئة، أي أنه مفيد جدًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض القولون العصبي، التهابات المعدة، والقرح. كما أنه مفيد أيضًا لمرضى كرونز، القولون التقرحي، ومرض السيلياك. يساعد في تقليل الشعور بالالتهاب والألم بشكل كبير، وهذه تجربة جربتها بنفسي.
- تجربتي الشخصية مع الألوفيرا
أنا شخصيًا لا أعاني من التهابات أو قرح، لكن منذ فترة قصيرة، شعرت بألم مستمر في بطني بعد أن اضطُررت لأكل الطعام خارج المنزل لعدة أيام متتالية، وأنا عادة لا أتناول الطعام في الخارج كثيرًا. الأطعمة التي تناولتها كانت غالبًا مشوية أو مثل الستيك. ولكن في اليوم الثالث، بدأت أشعر بألم في بطني بشكل مستمر، وكان شعورًا شبيهًا بالتهاب. على الأرجح، كانت هناك بعض الأطعمة التي لم تكن بالجودة الكافية من حيث النظافة. جميعنا نعرف كيف هو مستوى النظافة في الأماكن خارج المنزل، حتى في الأماكن الفاخرة.
ماذا فعلت حينها؟ جلبت مستخلص الألوفيرا، ووضعت ملعقة منه مع ملعقة من عسل المانوكا، ثم ذوبتهما في كوب من الماء، وشربته يوميًا. بعد ثلاثة أيام، اختفى الألم تمامًا، وعدت أفضل من قبل. وما زلت أتناول هذا المشروب يوميًا حتى الآن.
هل هذا مجرد كلام؟ وهل أنا الحالة الوحيدة في العالم؟ بالطبع لا. لقد تم إجراء العديد من الأبحاث على جل الألوفيرا التي أكدت فوائده، ولكن بالطبع ليست كثيرة. لأن إثبات فوائده لا يعود بالنفع المادي الكبير، لأنه متوفر في الطبيعة، ويمكن للجميع الحصول عليه. عادةً ما تكون الأبحاث والدراسات حول الأشياء المتوفرة بسهولة قليلة، لأن من يهتم بتمويلها؟
الحقيقة أن جل الألوفيرا يحتوي على مجموعة من المواد الفعالة المضادة للالتهابات، التي تعزز التئام الجروح وتحسن صحة الجهاز الهضمي، مثل المركبات الفينولية والأسمانان (Acemannan)، وعدد من الأحماض الأمينية. وتعد الأحماض الأمينية من أهم المواد الأولية التي يستخدمها الجسم لترميم قرح الجهاز الهضمي. وباختصار شديد، إذا كنت تعاني من قرح أو التهابات في الجهاز الهضمي لأي سبب، فإن جل الألوفيرا يعد من أفضل الأشياء التي يمكن أن تساعدك.
الألوفيرا والسيطرة على مستويات السكر في الدم
المشكلة الثانية التي فاجأتني عند معرفة فوائد الألوفيرا هي قدرتها الكبيرة على السيطرة على ارتفاع مستويات السكر في الدم. في عام 1996، تم إجراء بحث على 72 امرأة مصابة بمرض السكر من النوع الثاني. تم تقسيمهن إلى مجموعتين: مجموعة تناولت دواء وهمي، بينما تناولت المجموعة الأخرى ملعقة كبيرة من جل الألوفيرا لمدة 6 أسابيع. وفي نهاية البحث، وجدوا أن مستويات السكر والدّهون الثلاثية في الدم قد انخفضت بشكل ملحوظ لدى المجموعة التي تناولت الألوفيرا.
أما الدراسة التي سأذكرها الآن فهي التي كانت أكثر إثارة بالنسبة لي. في عام 1985، تم إجراء دراسة على 3167 مريضًا بالسكر. تم إعطاؤهم 100 جرام من جل الألوفيرا مع 20 جرامًا من قشور السيلليوم. جميع المرضى حصلوا على نفس النتائج الإيجابية التي سأذكرها الآن، باستثناء 177 شخصًا فقط. لنلاحظ أن إجمالي عدد المشاركين كان 3167، مما يعني أن 2990 مريضًا استفادوا. جميع هؤلاء المرضى شهدوا تحسنًا في مستويات السكر في الدم أثناء الصيام وبعد الوجبات، مما يعني أن مستويات السكر لديهم قد عادت إلى طبيعتها. كما أفادت الدراسة، أنه بعد شهرين من العلاج، كان من الممكن إيقاف جميع الأدوية المخفضة للسكر، مما يعني أنهم لم يعودوا بحاجة إليها بعد أن استمروا في استخدام الألوفيرا مع السيلليوم. علاوة على ذلك، تم ملاحظة انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول والدّهون الثلاثية.
إذا كنت تعاني من مقاومة الإنسولين أو ارتفاع سكر الدم أو من مرض السكري، يمكنك استخدام هذه الوصفة: 100 جرام من جل الألوفيرا مع 20 جرامًا من قشور السيلليوم يوميًا. من الضروري مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل يومي لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تقليل جرعات العلاج الدوائي وتجنب أي انخفاض مفاجئ في مستوى السكر.
كيف يمكن لجل الألوفيرا أن يقلل مستويات السكر؟
الجواب هو أنه يحتوي على مركبات نشطة مثل الأنثراكينونز والكروم، وهي مركبات تزيد من حساسية الخلايا للإنسولين، وبالتالي تحسين مستويات السكر في الدم. كما يحتوي على مركبات صمغية تبطئ امتصاص السكر من الأمعاء وتثبط عمل إنزيم الأميليز الذي يكسر الكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة، مما يقلل من سرعة دخول السكريات إلى مجرى الدم. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على مركبات تحمي خلايا البنكرياس وتنشطها وتحفز إفراز الإنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس.
فوائد الألوفيرا للجلد والبشرة
- علاج مشاكل الجلد الشائعة
أما بالنسبة لمشاكل الجلد، فجل الألوفيرا يمكن أن يساعد بشكل كبير في علاج أكثر أربع مشاكل جلدية شائعة: حب الشباب، الصدفية، الهربس، وحروق الجلد.
بالنسبة للصدفية، تم إجراء عدة دراسات أكدت فاعلية جل الألوفيرا في علاج هذه المشكلة. إحدى الدراسات أجريت على 60 شخصًا يعانون من الصدفية، وأظهرت النتائج أن 83% من هؤلاء الأشخاص تعافوا تمامًا من دون أي انتكاسات لمدة 12 شهرًا، وقد ساعد جل الألوفيرا في تقليل الالتهاب والاحمرار والتقشر الناتج عن الصدفية.
- علاج حروق الجلد
فيما يتعلق بحروق الجلد، الجميع يعرف أن الجيش الأمريكي بدأ باستخدام الألوفيرا لعلاج الحروق الحرارية والإشعاعية منذ عام 1959، بعد إجراء أبحاث للتأكد من فعاليتها في علاج الحروق منذ عام 1957. في عام 1981، أجريت دراسة على مجموعة من المصابين بحروق من الدرجة الثانية، حيث تم علاج جزء منهم باستخدام جل الألوفيرا، والآخر باستخدام كريمات علاج الحروق التقليدية. كانت عمليات الشفاء لدى مجموعة الألوفيرا أسرع بـ9 أيام مقارنة بمجموعة العلاج التقليدي.
- علاج حب الشباب
بالطبع، يساعد جل الألوفيرا أيضًا في علاج حب الشباب من خلال قتل البكتيريا المسببة له. كما يحتوي على مركبات قادرة على تنظيم إفراز الدهون في البشرة وتقليل الالتهاب، كما يساعد في تقليل ظهور الندوب والعلامات بعد علاج حب الشباب، لأنه يسرع عملية التئام الجروح
وبما أننا نتحدث عن استخدام الألوفيرا لعلاج مشاكل الجلد، دعونا ننتقل إلى الحديث عن استخداماته التجميلية وفوائده للبشرة. جل الألوفيرا تقريبًا يعمل كل شيء ويناسب جميع أنواع البشرة؛ يمكن استخدامه إذا كانت بشرتك دهنية، جافة، أو حساسة. فماذا يمكننا أن نفعل به؟
- استخدام الألوفيرا كغسول
- أولًا، يمكن استخدامه كغسول أو منظف للبشرة بفضل احتوائه على مادة السابونين. إذا جربتِ خلطه سريعًا أو وضعته في الخلاط، ستجدين أنه يكوّن رغوة مشابهة تمامًا لتلك التي في الصابون، وهذا بسبب مادة السابونين التي يحتوي عليها. وبالتالي، سيساعد على تنظيف البشرة.
- ثانيًا، يعد من أفضل المرطبات الطبيعية للبشرة، لأنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء، كما يساعد البشرة على حبس الماء داخلها، مما يجعلها تبقى مرطبة لفترة طويلة.
- ثالثًا، كما ذكرنا، ينظم إفراز الدهون من البشرة، لذا هو مفيد للغاية إذا كانت بشرتك دهنية.
كما أنه غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات A وC، ومع الترطيب، يقلل بشكل كبير من علامات التقدم في السن وظهور الخطوط والتجاعيد، ويقلل من التصبغات وآثار الحبوب والجروح. كما يساعد في تقليل الانتفاخات تحت العين والهالات السوداء، ويمكن أيضًا استخدامه كملطف للبشرة بعد التعرض لأشعة الشمس أو بعد جلسات التقشير التي لا أفضلها شخصيًا.
فوائد الألوفيرا للشعر
أما بالنسبة للشعر، فإن جل الألوفيرا يساعد على تنظيف فروة الرأس وإزالة الجلد الميت، مما يعزز نمو الشعر بشكل أسرع. كما يحفز الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يعني وصول مغذيات أكثر، وهذا بدوره يقلل من تساقط الشعر. يعمل أيضًا على ترطيب الشعر كما يفعل مع البشرة، مما يقلل من التقصف وتكسر الأطراف.
يساهم في علاج القشرة بفضل خصائصه المضادة للفطريات، كما يهدئ الالتهاب في فروة الرأس ويساعد في علاج فروة الشعر الدهنية، خاصة لمن لديهم فروة رأس تفرز الكثير من الدهون بسرعة.
كيفية استخدام جل الألوفيرا
سؤال مهم جدًا بعد ما تحدثنا عن الفوائد. إليكم الطريقة الصحيحة لاستخراج واستخدام جل الألوفيرا من الورقة نفسها، وهو الأكثر فاعلية لكل الأغراض.
أولًا، نختار ورقة كبيرة تكون مليئة بالجل. نقطعها ثم نقطع الأطراف من الجانبين، ونضعها في طبق بزاوية مائلة لمدة 30 دقيقة. لماذا نتركها؟ لكي تخرج مادة اللاتكس، وهي مادة لزجة صفراء توجد بين الورقة الخضراء والجل الذي نريده. إذا لم نتخلص من هذه المادة، سيكون للجل طعم مر وقد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي. أحيانًا تُستخدم مادة اللاتكس في علاج الإمساك المزمن، لكن لا يُفضل استخدامها لأكثر من أسبوعين. أما للاستخدامات التي ذكرناها، فنقوم بإزالة اللاتكس.
بعد 30 دقيقة، نزيل القشرة الخضراء ونتبقى بالجل. نغسله جيدًا بالماء الجاري ثم نحتفظ به في برطمان محكم الغلق في الثلاجة لمدة تصل إلى خمسة أيام.
طرق الاستخدام
- للاستخدام الداخلي: نضع الجل في الخلاط. سيكون قوامه مشابهًا للعصير، لزجًا قليلًا ولكن سائلًا أكثر. يمكن إضافة بعض المكونات مثل عسل المانوكا لتحسين الجهاز الهضمي. إذا كنت لا تملكين الوقت لتحضير الجل من الورقة، يمكن استخدام عصير الألوفيرا الجاهز، الذي لا يحتوي على طعم تقريبًا، ويعتبر خيارًا جيدًا لتوفير الوقت.
- للاستخدام الخارجي: لعلاج مشاكل الجلد والبشرة، يمكن وضع جل الألوفيرا مباشرة على المكان المطلوب، أو يمكن عمل كمادات. استخدمي شاشًا أو قماشًا قطنيًا خفيفًا، قطعيه حسب حجم المكان المراد علاجها، وضعي عليه الجل، ثم ضعي الكمادات على المكان المطلوب. إذا كنتِ بحاجة إلى تثبيت الكمادات، يمكنك استخدام لزق طبي عادي.
- لعلاج حب الشباب: يمكن إضافة نقطتين من زيت شجرة الشاي إلى جل الألوفيرا قبل تطبيقه على البشرة.
- لعلاج الحروق والالتهابات والجروح: يوضع الجل مباشرة على المنطقة المصابة، ويفضل استخدامه مرتين في اليوم.
محاذير استخدام جل الألوفيرا
على الرغم من الفوائد العديدة لجل الألوفيرا، إلا أنه هناك حالات يجب فيها تجنب استخدامه، خاصة للاستخدام الداخلي:
- الحمل والرضاعة: إذا كنتِ حاملًا أو مرضعة، يُفضل تجنب استخدام الألوفيرا داخليًا لأنه قد يحتوي على مواد تؤثر على الحمل أو الرضاعة.
- الحساسية: إذا كنتِ تعانين من حساسية تجاه البصل أو الثوم، قد تكونين أيضًا حساسة للألوفيرا، لذلك يجب أن تتجنبي استخدامه.
- الإسهال: إذا كنتِ تعانين من الإسهال، يجب تجنب استخدام الألوفيرا داخليًا لأنه قد يزيد من حدة المشكلة.
- الأدوية المدرة للبول: إذا كنتِ تتناولين أدوية مدرة للبول، يجب عليك استشارة الطبيب قبل استخدام الألوفيرا، لأن هذا قد يؤثر على توازن السوائل في الجسم.