
جفاف الجلد.. خطر صامت يهدد صحة بشرتك
أحمل لكم اليوم أخبارًا سعيدة وأخرى حزينة، هل تعرفين أن بشرته الجافة التي لا يمكنك عالجها منذ سنوات من الممكن ألا تكون جافة بسبب قلة شرب المياه، أو عدم استخدام مرطبات كافية.
هل تعرفين أن تكرار الأكزيما من فترة إلى أخرى من الممكن أن يكون سببها هو جفاف الجلد الذي لا يمكنك علاجه ولا تهتمين به؟
والكلام أيضًا للرجال، حتى الصدفية، يعد جفاف الجلد واحدًا من كوكتيل المشاكل التي تجتمع معًا ليحفزوا الإصابة بالصدفية ويزيد من أعراضها.
زيت طبيعي يعالج جفاف الجلد وأكثر
الخبر السيئ أن جفاف الجلد مشكلة تبدو بسيطة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، أما الأخبار السعيدة، فهي أنني سأخبركم بأحد أهم أسباب جفاف الجلد.
لكنني لن أكتفي بذكر السبب وأترككم في حيرة، لا، بل سأخبركم أيضًا بالحل.
إنه واحد من أهم الزيوت الطبيعية على الإطلاق، قادر على علاج جفاف الجلد مهما كان سببه، وبدون أي آثار جانبية، وليس جفاف الجلد فقط.. بل يعالج أيضًا الأكزيما والصدفية، ويؤخر ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، ويعالج علامات التمدد ويمنع ظهورها.
وله استخدامات متعددة جدًا، تناسب الأم الحامل والمرضع وحتى الأطفال الصغار وحديثي الولادة، لأنه آمن تمامًا.
جفاف الجلد.. متى يكون طبيعيًا ومتى يدق ناقوس الخطر؟
جفاف الجلد أحيانًا يكون مشكلة عارضة ناتجة عن ظروف بيئية، مثل البرد أو الجفاف الشديد، وتظهر لفترة قصيرة ثم تزول بزوال السبب.
ولهذا يرجح أن معظم الناس سيعانون من جفاف الجلد في وقت ما من حياتهم، أي طالما أنك إنسان حي ترزق، فستصاب بجفاف الجلد لأسباب مختلفة، وهذا أمر طبيعي وعادي.
لكن ما ليس طبيعيًا هو أن يظل جلدك جافًا باستمرار؛ سواء كان الجو حارًا أو باردًا، جافًا أو رطبًا، صباحًا أو مساءً، يبقى الجلد جافًا.، حتى مع شرب المياه واستخدام المرطبات، يبقى الجفاف مستمرًا. هنا، لا يكون السبب مجرد عوامل بيئية، بل غالبًا هناك مشكلات أخرى تؤدي إلى هذا الجفاف المزمن.
أسباب لن يخبرك بها أحد عن جفاف الجلد
سأذكر لكِ بعض الأسباب الشائعة، ولكن تابعي حتى النهاية، لأني سأخبرك بالسبب الذي غالبًا لم يخبرك به أحد من قبل.
وطبعًا الكلام موجه أيضًا للأشخاص الذين يعانون من الصدفية والأكزيما، لأن هذه في الأساس حالات مرتبطة بالتهاب الجلد وجفافه.
- الجفاف الخلوي
أحد الأسباب الشائعة، والتي لا تتعلق بالعوامل البيئية، هو الجفاف الخلوي، أي جفاف على مستوى الخلايا.
وهذا لا يرتبط بقلة شرب المياه، فقد تشربين كميات كبيرة من الماء، لكن جسمك لا يحتفظ بها.
والسبب يعود إلى نقص بعض المعادن المهمة مثل الصوديوم والبوتاسيوم، وهما عنصران أساسيان في تنظيم مستويات السوائل داخل الخلية.
وقد ذكرنا أن حل هذه المشكلة ببساطة هو إضافة رشة صغيرة جدًا من ملح الكلتك أو الملح البحري إلى كوب الماء.
هناك معادن أخرى يؤدي نقصها إلى الإضرار بصحة الجلد وقد يتسبب في جفافه، مثل الزنك والسيلينيوم.
- البروتين الحيواني
احرصي على أن تحصلي على كفايتك من البروتين الحيواني، فإن كنتِ تتناولين ما يكفي منه، ولا تعانين من مشكلات في الجهاز الهضمي أو المناعة، فغالبًا أنتِ تحصلين على حاجتك اليومية من الزنك. أما السيلينيوم، فيكفي للحصول عليه تناول حبتين من الجوز البرازيلي يوميًا.
- المرطبات الخاطئة
سبب أخر يتمثل في استخدام المرطبات الخاطئة، فأحيانًا نحاول حل المشكلة فنزيدها سوءًا، وهذه شكوى شائعة جدًا: "كانت بشرتي جيدة، ولكن منذ أن بدأت باستخدام منتجات العناية بالبشرة، ساءت حالتها!"
والسبب أنك قد تستخدمين منتجات خاطئة؛ فمعظم منتجات العناية بالبشرة تحتوي على مواد كيميائية، وكحول، وعطور، ومواد ضارة تؤثر على حاجز الجلد ودرجة حموضة البشرة، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
لذلك، عند اختيار أي منتج للعناية بالبشرة، تأكدي من خلوه من هذه المواد، وكلما كانت خالية من المواد الكيميائية، كان ذلك أفضل.
- الالتهاب
سبب أخر هو الالتهاب. وليس بالضرورة أن يكون التهاب الجلد نفسه، بل إن ارتفاع معدلات الالتهاب في الجسم لأي سبب كان، قد ينعكس على الجلد فيظهر في صورة التهابات جلدية تؤدي إلى الجفاف.
ارتفاع الالتهاب قد يكون ناتجًا عن مشكلات في الجهاز الهضمي، أو نظام غذائي سيئ مليء بالأطعمة المصنّعة، والزيوت المهدرجة، والسكريات، وزيادة الوزن، واضطراب مستوى السكر، ومقاومة الإنسولين، وأمراض المناعة، أو قلة النوم.
كل هذه العوامل، إذا كانت جزءًا من نمط حياتك وليست مجرد أعراض عابرة، فهي قد تكون من الأسباب المباشرة لجفاف الجلد.
- حاجز البشرة.. خط الدفاع الأول الذي ينهار بصمت
سبب جديد أود أن أتحدث عنه بشكل أعمق، هو تضرر حاجز البشرة، جميع الأسباب البيئية وغير البيئية التي قد تؤدي إلى جفاف الجلد أو التهابه، تعود في الأصل إلى تضرر حاجز البشرة.
ما هو حاجز البشرة؟ وكيف يتضرر؟
حاجز البشرة هو الطبقة الخارجية من الجلد، وهي مكوّنة من خلايا ميتة مليئة ببروتين الكيراتين، وتكون مغلّفة بالدهون، تتمثل وظيفة هذا الحاجز في حماية الجلد من الملوثات والسموم والعوامل البيئية وكل ما يمكن تخيله.
هو بمثابة "حائط الصد الأول"، كما يُقال، ولذلك يُعد جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي، لأنه يساهم في الدفاع عن الجسم ضد العديد من العوامل الضارة.
وعندما يتعرض حاجز الجلد للتضرر، يحدث ارتفاع في معدلات فقدان الماء عبر البشرة (Transepidermal Water Loss - TEWL)، من الطبيعي أن يفقد الجسم بعض السوائل عن طريق الجلد، كما يحدث في عملية التعرق، لكن ما أتحدث عنه هنا هو حالة مختلفة تمامًا.
في هذه الحالة، تتبخر السوائل عبر حاجز الجلد المتضرر بشكل مفرط، فلا يستطيع الجلد الاحتفاظ بالسوائل بكفاءة، بسبب تدهور هذا الحاجز الحيوي.
اللانولين.. السر الطبيعي لترميم حاجز البشرة ومكافحة الجفاف
عندما تتضرر طبقة الدهون الخارجية، وهي من أهم مكوّنات حاجز البشرة، فإنّ قدرتها على منع تبخر الماء عبر الجلد بشكل غير طبيعي تتأثر بشدة، ويعد فقدان الماء عبر البشرة (TEWL) مؤشرًا مهمًا جدًا لقياس وظيفة هذا الحاجز.
ارتفاع هذا المؤشر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بمشكلات أكبر من مجرد جفاف الجلد، مثل الأكزيما والصدفية.
لذا، فإن جفاف الجلد الذي تعانين منه باستمرار، يبدو ظاهريًا مشكلة بسيطة، لكنه ليس كذلك إذا لم نستطع معالجته.
- الحل يبدأ من الغذاء
وبالحديث عن الحل، فإنه يبدأ بمراعاة نمط غذائي صحي، والحد من معدلات الالتهاب، وتعويض العناصر الغذائية الناقصة، ثم يأتي دور زيت اللانولين.
ما هو زيت اللانولين؟
زيت اللانولين هو زيت من مصدر حيواني، على عكس معظم الزيوت المستخدمة للبشرة، تفرزه الغدد الدهنية في الأغنام، ويستخرج من صوفها بعد حلاقته.
يستخدم زيت اللانولين في العديد من منتجات ترطيب البشرة والعناية بها، لكن للأسف، غالبًا ما يُضاف إليه مركبات كيميائية تقلل من فعاليته، وبالتالي لا تحل المشكلة من جذورها.
لماذا يعتبر زيت اللانولين علاجًا فعّالًا؟
زيت اللانولين يشبه إلى حدّ كبير الدهون الطبيعية التي تفرزها البشرة، فبمجرد تطبيقه، يعيد محاكاة طبقة الدهون التي فقدت، والتي كان غيابها السبب في جفاف الجلد.
يقوم بعملية تليين وترميم الجلد، فهو لا يكتفي بتنعيمه فقط، بل يساعد أيضًا على تعزيز تجدد الخلايا، وبذلك نقلل الالتهاب، ونعيد بناء حاجز البشرة، فيتمكّن الجلد من الاحتفاظ بالسوائل وتقليل فقدان الماء.
وهكذا... نكون قد عالجنا المشكلة من الجذور.
لمن ينصح باستخدام زيت اللانولين؟
أي شخص يعاني من تكرار الإصابة بالأكزيما أو الصدفية، عليه أن يجرّب زيت اللانولين، لكن ليس بمفرده بالطبع، بل ضمن خطة علاجية متكاملة.
راجعوا حلقة علاج الأكزيما، وبالنسبة لحالات الصدفية، فقد خصصنا حلقة كاملة للحديث عن بروتوكول علاجها بالتفصيل.
هل تقتصر فوائد زيت اللانولين على هذه الحالات فقط؟
زيت اللانولين.. استخدامات شاملة وفوائد لا تنتهي
- علامات التمدد... البداية من الترطيب
النساء اللواتي أرهقتهن علامات التمدد (Stretch Marks)، جربن زيت اللانولين وستلاحظن التحسن، ومن فضلكن، يمكن تجنب ظهور هذه العلامات من البداية إذا حافظتن على ترطيب البشرة.
لذا، استمعن إلي، يا من في بداية حملكن... شاركوا هذه الحلقة معهن.
خلال الحمل، يتمدد الجلد في منطقة البطن بسرعة، وهذا ما يسبب ظهور علامات التمدد لاحقًا، لذلك، احرصي دائمًا على ترطيب جسمك، خصوصًا منطقة البطن، والثدي، وإذا كنتِ تعانين من احتباس السوائل أو زيادة الوزن، فعليكِ أيضًا ترطيب منطقة الأرداف والذراعين.
معظم المرطبات للأسف غير آمنة للاستخدام خلال الحمل، خصوصًا على البطن، لكن زيت اللانولين آمن تمامًا.
- للمرضعات.. ترطيب آمن لكِ ولطفلك
النساء المرضعات اللواتي يستخدمن زيوتًا لترطيب الحلمات، يمكنهن استبدالها بزيت اللانولين، لأنه أكثر أمانًا وفعالية لكِ ولرضيعك.
- للأطفال وحديثي الولادة
زيت اللانولين آمن تمامًا للأطفال والرضع، يمكن استخدامه كبديل كريم الحفاض، وهو فعال جدًا في الوقاية من التسلخات، ويحتوي على صفر كيميائيات.
يتوفر منه كريم أيضًا، ولكن تأكدي من أنه لانولين نقي 100٪، كما يمكن استخدامه لتشققات الشفاه، سواء للكبار أو للأطفال، وهو آمن تمامًا.
- بديل طبيعي لواقي الشمس؟
بالنسبة لي شخصيًا، لا أستخدم واقيات الشمس مطلقًا، وبشرتي بحالة جيدة، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى الحماية من الشمس نفسها، بل فقط من حروق الشمس.
زيت اللانولين يعتبر بديلًا جيدًا لواقيات الشمس، خاصة إذا خُلط مع زيت السمسم.
طبعًا، لا يمنع أشعة الشمس ولا يعمل بنفس طريقة واقيات الشمس التقليدية، لكنه يعزز حاجز البشرة، ويوفر حماية كافية، في رأيي.
من الذي لا يجب عليه استخدام زيت اللانولين؟
زيت اللانولين آمن للجميع: كبار، شباب، أطفال، ورُضع، الاستثناء الوحيد من يعاني من حساسية ضد صوف الأغنام.
وإذا لم تكن متأكدًا من وجود هذه الحساسية، اختبره أولًا على منطقة صغيرة جدًا من الجلد قبل الاستخدام المنتظم.
متى نستخدم زيت اللانولين؟
الاستخدام يتم حسب الحاجة.
يمكن استخدامه في أي وقت من اليوم، لكن:
- إذا كنت بحاجة إلى حماية من الشمس، استخدميه قبل التعرّض للشمس بنحو نصف ساعة.
- إذا كنتِ تستخدمينه للترطيب، فاستخدميه بعد الاستحمام مباشرة، وقبل النوم.
لماذا قبل النوم؟
لأن زيت اللانولين زيت كثيف جدًا، وبطيء الامتصاص نسبيًا، فهو يحتاج إلى وقت لتتغلغل مكوناته في الجلد، لذا، أفضل وقت لاستخدامه هو الليل، حيث لا حاجة للاستعجال أو التعرّض لأي مؤثر خارجي.
كيف نستخدم زيت اللانولين بسهولة؟
وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى مهمّة جدًا، نظرًا لكون زيت اللانولين ثقيل القوام، قد تواجهين صعوبة في توزيعه على البشرة.
لكن الحل بسيط للغاية:
- إبق صغير، وتضعيه داخل طبق أكبر يحتوي على ماء دافئ، وتتركيه لبضع دقائق، فتصبح المادة أكثر ليونة.
- ما أن تأخذي كمية صغيرة جدًا منه وتضعيها بين يديكِ وتتركيها قليلًا حتى تسخن بحرارة الجسم، مما يجعل القوام أخف وأسهل في الاستخدام.
- أو تضعي الكمية التي تحتاجينها في طأو تخلطيه مع نوع آخر من الزيوت ذات القوام الأخف. ومن أفضل الزيوت التي يمكن استخدامها لهذا الغرض زيت الجوجوبا.
- يمكن استخدام زيت اللانولين مرة أو مرتين، أو حتى ثلاث مرات في اليوم دون مشكلة، ولكن بكميات صغيرة جدًا في كل مرة، فلا حاجة لاستخدام أكثر من ذلك.
زيت آخر لا يقل أهمية.. زيت الخروع
وإن كان هناك زيت آخر أراه لا يقل أهمية أبدًا عن زيت اللانولين، ويعالج عددًا كبيرًا من المشكلات الصحية، فبالتأكيد سيكون زيت الخروع.
جميع المعلومات عنه تجدونها في الحلقة التي ستظهر الآن.